Wednesday, January 27, 2010

التنمية السياسية المترتبة على حركة الوعي في كاريكاتير الفنان ناجي العلي

التنمية السياسية المترتبة على حركة الوعي في كاريكاتير الفنان ناجي العلي

خالد محمد أحمد الفقيه

بأشراف
أ. د. عبد الستار قاسم -
لجنة المناقشة
. أ. د. عبد الستار قاسم/مشرفاً ورئيساً 2. د. عادل سماره/ممتحناًخارجياً 3. د. فريد أبو ضهير/ممتحناً داخلياً
212 صفحة
الملخص:

الملخص

تناولت هذه الدراسة موضوعاً مهماً له تأثيراته وتفاعلاته المختلفة في المجتمع الفلسطيني والمجتمعات الأخرى، وتمثل هذا في الدور الذي اضطلعت به فنون الكاريكاتير الخاصة بالفنان ناجي العلي، وكيف أسهمت هذه النتاجات الكاريكاتيرية في تحفيز القراء وتحريضهم باتجاه خلق وعي خاص بهم نحو مختلف القضايا. ربطت الدراسة أثر كاريكاتيرات العلي بمفهوم التنمية السياسية بشكل أساس، عدا عن مفاهيم الديمقراطية والفقر والوحدة القومية.

انطلقت الدراسة من فرضيتين هما: أثرت رسومات الفنان ناجي العلي الكاريكاتيرية في مواقف الجماهير المتلقية لها وفي مواقف القيادات السياسية الفلسطينية والعربية باتجاه الإصرار على الحقوق الوطنية، أما الفرضية الثانية فكانت: نجح الفنان ناجي العلي في توصيف هموم المواطن العربي ورفع مستوى وعيه تجاه مشاكلة، وبث روح التغيير على مختلف الصعد الاجتماعية والثقافية والسياسية على المستويين الفلسطيني والعربي. لم تقتصر فرضيات البحث على الفترة الزمنية التي نشر فيها ناجي رسوماته بل تعدت ذلك لتطال أثرها على متلقيها بعد ذلك.

احتاج الباحث للإعتماد على عدد من المقابلات الخاصة لأن موضوع البحث لم يتم تناوله في أي دراسة سابقة من قبل أي من الباحثين الفلسطينيين والعرب سابقاً، استفاد الباحث من بعض الدراسات العامة التي تناولت كاريكاتير ناجي العلي وأثره بشكل عام دون أن تخوض في الربط بينها وبين التنمية السياسية، وعليه فإن أهمية الدراسة تكمن في أنها الأولى في مجالها، وهو ما من شأنه تشجيع باحثين آخرين للتوسع والتطوير في هذا المجال والمجالات الأخرى التي تناولتها والتي يوصي الباحث الباحثين المهتمين بالتقاطها لما تحمله من غنىً وعمقٍ ودلالات اجتماعية وسياسية وثقافية وفكرية وإبداعية تصب في مجال التنمية السياسية وتطوير الوعي البشري، والسير نحو الحرية والعدالة و الديمقراطية الحقه المرجوة.

قسم الباحث دراسته إلى سبعة فصول مستخدماً منهجين بحثيين للإجابة على الأسئلة التي طرحها في المقدمة، كما عمل على إثبات صحة فرضيتيه من عدمها عبر المنهج الوصفي التحليلي لوصف خصائص وسمات وأشكال رسومات ناجي العلي الكاريكاتيرية، إضافةً إلى منهج تحليل المضمون.

أفرد الباحث الفصل الأول لتناول حياة الفنان ناجي العلي الخاصة منذ ولادته وحتى إغتياله في لندن عام 1987 للتعرف على المحطات البارزة والهامة التي أثرت عليه وخلقت منه فناناً متميزاً بشكل خاص بنكهة فريده. عدا عن تأثير هذه المحطات على نتاجاته التي تفعل معها متلقيه، لا سيما قضية حرمانه من وطنه، وتحوله إلى لاجئ مشرد، ومعايشته للحرب الأهلية في لبنان، وتأثره بالفكر القومي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إضافةً إلى معايشته لمختلف التطورات التي طرأت على القضية الفلسطينية في المراحل الزمنية المختلفة إلى أن أُغتيل.

جاء الفصل الثاني مفتاحاً للفصول اللاحقة للتعرف على دور الرموز والأدوات التي أوجدها ووظفها ناجي العلي في كاريكاتيره ليسهم من خلالها في بلورة الوعي السياسي والاجتماعي أساس التنمية السياسية، ومن هذه الرموز والأدوات: حنظله، والرجل الطيب، والمتكرشين، والألوان البيضاء والسوداء، واللغة.

خصص الباحث الفصل الثالث من دراسته لتناول مواقف الفنان ناجي العلي وإسهاماته في خلق التوعية لدى الجمهور فيما يخص القضية الفلسطينية، لا سيما مسألة اللجوء والتمسك بحق العودة، وفي هذا الفصل جرى التطرق إلى محاولات ناجي تحشيد رأي عام تجاه القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية التي تنتقص من حق الفلسطينيين بكامل أراضيهم.

أما الفصل الرابع فتناول منظمة التحرير الفلسطينية وتوجهات قيادتها على الصعد السياسية والديمقراطية الداخلية، والشفافية المالية والإدارية في فن ناجي العلي، وكذلك محاولات التطبيع السياسي والثقافي من قبل فلسطينيين مع إسرائيل.

ركز الفصل الخامس على مواقف ناجي العلي عبر ريشته من جملة قضايا عربية ودولية مرتبطة بالقضية الفلسطينية، ومنها دول الجوار العربي الاردن ولبنان ومصر، والتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها هذه البدان وانعكاس ذلك على القضية الفلسطينية ومشروع الوحدة القومية الشاملة. ومن المسائل العربية الأخرى التي أولاها ناجي اهتماماً خاصاً وتناولها الباحث في دراسته بشكل معمق كانت الحالة المصرية منذ ثورة الضباط الأحرار عام 1952 وحتى مجيء محمد حسني مبارك إلى سدة الحكم، وما اعتراها من تغيرات أثرت سلباً على فلسطين وشعبها كمعاهدة كامب ديفيد.

تناول الفصل السادس من الدراسة التخمة النفطية في الخليج العربي وعلاقتها بالقضية الفلسطينية، وكذلك حرب الخليج الأولى بين العراق إيران، حيث اعتبرها ناجي العلي حرفاً لمسار البوصلة الحقيقية عن مسارها الصحيح واستنزاف للطاقات العسكرية العربية.

تطرق الباحث في الفصل السابع إلى الشأن العالمي في مواقف ناجي، كعداوته للولايات المتحدة بسبب دعمها اللامحدود لإسرائيل، وبين للقارئ حقيقة هذا الدور، وهو ما انطبق على الإتحاد السوفييتي في بعض المحطات.

قدم الباحث في نهاية دراسته أبرز ما توصل إليه من إستنتاجات وتوصيات تسهم في حل مشكلة الدراسة التي أكدت على الدور الطليعي والإسهام الجدي للفنان ناجي العلي في إرساء قواعد وعي شعبي تجاه مختلف القضايا لتكون نواة التنمية السياسية والتغيير.

النص الكامل

No comments:

Post a Comment